(2/ب) الدليل التشريحي والهرموني للموسمية :
(2/ب/1) النشاط الزائد لغدة الخصية :
تتجلى الظواهر التشريحية التي تثبت وجود الموسم التكاثري عند الذكر بشكل واضح في زيادة حجم ونشاط الخصية والغدد الإضافية خلال الأشهر الباردة من السنة (موسم التلقيح) . أيضاً تحدث تغيرات في وزن حوصلة النقير والبوستاتا والغدد البصلية لدى جمال السنام الواحد في مصر وتصل أعلى نسبة لها في فصل الربيع بالإضافة إلى وصول نسبة الفركتوز إلى قمتها وارتفاع حمض الستريك في الغدد الإضافية . وإن أكثر تغير ملحوظ من الناحية التشريحية في جمال السنام الواحد خلال موسم التلقيح هو النشاط الإفرازي المتزايد لغدد مؤخرة الرأس التي تسبب الرائحة المميزة للذكر . أيضاً يلاحظ نشاطاً زائداً في تكون الخلايا النطفية والإفرازات عند الجمل العربي وكذلك يزداد نشاط خلية ليدغ خلال موسم التكاثر كما يزداد عدد الأمشاج في البربخ . ويظهر رأس وجسم البربخ تغيرات موسمية بالشكل في الجمال الهندية ويكون ذلك واضحاً بشكل خاص بالتغير في طول الخطوط الظاهرية للرأس والجسم . وفي جمال السنام الواحد تتميز المرحلة الأخيرة من تطور خلية ليدغ خلال مرحلة التلقيح بتكون مجموعات ممتلئة وكثيفة من الأشكال النخاعية التي تحتوي على أصباغ (Lipochrome pigment) . أيضاً لوحظ وجود ثلاثة أنواع إفرازية ذات أنشطة مختلفة خلال العام في الغدد البصلية الإحليلية في الجمل ، وكانت أكثر تلك الوحدات نشاطاً ذات إفرازات غزيرة خلال موسم التكاثر ، وهذا الأمر يوحي بأن خلايا ليدغ في الجمل تحتفظ ببعض النشاط طوال العام ، ويكون في ذروته في موسم التكاثر كما أن هذا النشاط يترافق مع نشاط الغدد الجنسية الإضافية والنسيج الظهاري المنوي .
سلوك ذكر أدخل الى قطيع يوجد فية ذكر اخر من قبل
(2/ب/2) الدليل الهرموني للموسمية :
(2/ب/2/1) إفرازات الخصية :
إن الإفراز الزائد لمنشطات الذكورة وخاصة إفرازات الخصية يعتبر أكبر تغير هرموني يحدث للجمل الذكر خلال موسم التلقيح . ويرجع وجود إفرازات أكثر للخصية في موسم التلقيح إلى تزايد التركيب النسيجي وإلى انطلاق تلك الإفرازات إما من الحساسية المتزايدة لخلايا ليدغ لهرمون (LH) أو إلى ازدياد إفرازات هذه المادة من الغدة النخامية أو بسبب الاثنين معاً . ولوحظ تغيرات موسمية في تركيز بلازما الإفرازات الخصوية في ذكور الألبكة ، أما في الفيكونا فقد تكون أعلى قيم بسبب تواجد مستويات بلازما إفرازات الخصية في الصيف هي المسؤولة عن التغيرات السلوكية التي لوحظت في الذكور ، ووجدت كذلك نسبة عالية من إفرازات الخصية بشكل ثابت في الذكور المسيطرة والذكور الصغيرة التي كانت تحاول أن تشكل وضعاً عائلياً ، كما أن للذكور القائدة بشكل ثابت تركيزاً في بلازما الهرمون أعلى من غيرها .
(2/ب/2/2) نشاط الغدة الدرقية :
إن التركيز العالي لهرمونات الغدة الدرقية خلال مواسم عدم التكاثر هو من الخصائص التي يتميز بها الجمل ذو السنام الواحد وكان أيض وتمثيل الغدة الدرقية في الجمل ذي السنام الواحد في ذروة الصيف في أعلى مستوى لها إذا توفر الماء ، ولم يتأثر مستوى هذه الهرمونات بالعمر .
إن عمل الغدة الدرقية الأساسي يتأثر بتوافر الطعام لذلك يعتقد أن تراكيز الغدة للهرمون (T) الثلاثية والرباعية (T3,T4) قد تختلف تحت ظروف نقص المواد الغذائية .
(2/ب/2/3) النشاط النخامي والموسمية :
إن التفسير الأكثر قبولاً للإفرازات الزائدة لمنشطات الذكورة خلال موسم التكاثر عند الجمل هو تغير أداء الغدة النخامية . وللبرهان على صحة تلك الفرضية فقد تمت دراسة التغيرات في وزن ومحتويات الغدة النخامية وكذلك تغيرات تركيز البلازما الخاصة بالهرمونات (FSH,LH) وقد تم العثور على تغيرات هامة في FSH ولكن ليس في LH النخامي المنتشر ، ووجدت أعلى نسبة من التركيز في الموسم عندما كانت درجات الحرارة في أقل مستوى لها وعندما يكون النهار قصيراً . وتتأثر مستويات FSH النخامية والانتشارية بشكل واضح بالموسم في ذكر الجمل حيث يكون تركيز FSH في أعلى مستوى له خلال الشتاء ويميل إلى الانخفاض ليصل إلى أدنى مستوى في الصيف قبل أن ترتفع ثانية في الخريف . ولم يتم العثور على أي ترابط إيجابي بين مستويات FSH وضوء النهار أو حرارة الطقس .
(2/ب/2/4) الكورتيزول :
تبدو العلاقة بين مستويات الكورتيكويد بالدم وبين عوامل الطقس مثيرة للانتباه أكثر من غيرها ، فقد وجد أن إفراز الأدرينالين وعمله كان واضحاً في كل من ظروف الجفاف الشديد والمطر الشديد أيضاً . وقد يكون لتأثير عوامل الطقس المختلفة على الأدرينالين صلة بالتحكم في حساسية Hypo Thalamo – Hypophyseal – Axis .
ويصل تركيز الكورتيزول الأساسي في الحيوان البالغ ذي النزوة 13.2 ±4.4 نانو غرام/مل وفي البالغ العادي بدون النزوة 3.2-+1.1نانوغرام /مل وفي غير البالغ 2.7 ± 1 نانو غرام / مل . وإن لنموذج إفرازات الخصية في الحيوانات الشبقة علاقة عكسية مع نموذج الكورتيزول في الحيوانات نفسها ، ويبدو أن المستويات المرتفعة من الكورتيزول في الموسم ونماذجها البيولوجية هي التي تحدد إفرازات الخصية في الحيوانات نفسها .
ويتراوح تركيز الكورتيزول الأساسي في ذكور الجمال قبل التلقيح ما بين 5-12 نانو غرام / مل . وللتزاوج أثر واضح حيث ارتفعت المستويات بشكل ملموس في العينات التي جمعت بعد التلقيح ووجد ارتفاع كبير في فصيلة العزلي ثم جاءت بعدها فصيلة بيكانري ثم فصيلة كوتشي . ويبدو أن الجمال تصبح منهكة جسدياً بسبب ضغط الإثارة وعملية التلقيح مما يؤدي إلى تنبيه ميكانيكية الكورتيكويد (ACTH) ثم بالتالي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في مرحلة ما بعد التلقيح.
(2/ب/2/5) البرولاكتين :
ترتفع مستويات هرمون البرولاكتين في موسم عدم التلقيح ثم تنخفض بشكل واضح مع الدخول في موسم التلقيح . وبناء على هذه الملاحظة فقد طرح أن الهايبربرولا كيتينيميا هو العامل المسبب لانخفاض الخصوبة والشهوة الجنسية في ذكر الجمل خلال موسم عدم التلقيح ، وربما بسبب عمله المانع على تركيب وإفراز الهرمونات LH, FSH .
(2/ب/3) الآلية التي تنظم موسم التكاثر :
يعتبر جمل السنام الواحد حيوان تكاثري فصلي على الأقل وذلك بالنظر إلى سلوكه ، ويبدو أنه من الصعب وضوح ميكانيكية بداية هذا الموسم ، إلا أن معظم الباحثين يتفقون على أن درجات الحرارة الباردة وتوفر الغذاء هما أهم العوامل على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى الفهم الكامل للكيفية الدقيقة التي تؤثر بها التغيرات في الطقس والغذاء على التكاثر في هذه الفصيلة . اقترح بدراك أن سبب انخفاض النشاط التكاثري في ذكر الجمل خلال موسم عدم التلقيح يعود إلى النشاط المرتفع للغدة الصنوبرية الناتج عن أيام الصيف الطويلة .
لا يعتقد أن الفترة الضوئية تلعب دوراً مهماً في موسمية التكاثر لدى الجمال ، لأن ساعات النهار في المنطقة التي يعيش بها الجمل لا تختلف بشكل كبير عن بعضها البعض وثانياً لأن الأنثى لا تتأثر كثيراً في الموسمية مثل الذكر .
وعموماً فإن الجمل قادر على الخصوبة خلال السنة كلها لذلك لا يمكن اعتباره حيوان موسمي التكاثر بمعنى الكلمة ، فقد حصلت حالات حمل في أكثر شهور السنة حرارة ولكن نسبة الإجهاض كانت مرتفعة وبقاء الصغار على قيد الحياة كان منخفضاً .
التدحرج وإفراز غدة خلف الرأس
- عمل الغدد الجنسية وتكوين المني :
(3/أ) إنتاج المني :
(3/أ/1) تكوين الخلايا المنوية ودورتها :
يعتبر التكون الخلوي المنوي عملية مستمرة طوال العام في جمل السنام الواحد ، ومن خلال فحص الأنسجة للأنانبيب المنوية اتضح أن كل نوع من أنواع الخلايا يتوافق مع شكل مختلف من أشكال الأمشاج داخل النطف ، وقد وجدت هذه الأمشاج في موقع قريب للصفائح الأساسية وقد تم تقسيمها إلى 3 أنواع (خلايا منوية أولية أ ، وثانوية ب ، وطلائع منوية) وذلك تبعاً لطول منطقة الاتصال مع الصفيحة الأساسية وحجم وشكل الخلية وأنواع وعدد طبقات القشرة الصبغية في النواة .
ففي النوع الأول (أ) كانت الخلية الجرثومية (أمهات الحيوانات المنوية) كبيرة ومسطحة قليلاً مع وجود منطقة اتصال كبيرة بالصفيحة الأساسية ، ونواتها بيضاوية ، والنوع الثاني (ب) دائري الشكل له نواة كروية الشكل مع وجود Hetero chromatin محيطية أكثر من النوع الأول وهناك نوية أو نويتان ، أما النوع الثالث المتوسط فإنه يظهر حجماً متغيراً وشكلاً متقلباً لكل من الخلية والنواة كما أن نموذج كرومايتين مختلف المظهر .
أما المراحل الأربع الأساسية من التكون النطفي فهي مرحلة كولجي ، ومرحلة القبة ، ومرحلة الجسم الطرفي ثم مرحلة النضوج ، ويكون تطور الأعضاء مشابه لما يحصل في الحيوانات الثديية الأخرى ففي نهاية مرحلة الجسم الطرفي يكون هذا الجسم مغطياً لمعظم النواة كمرحلة ما قبل هجرة حلقة الخلية .
وقد تم تعريف مراحل الأنبوب المنوي على أساس ما يترافق مع نوع الخلية وتم وصفها كما يلي :
المرحلة الأولى : تحتوي على خلايا جرثومية ذكرية ، وخلايا نطفية صغيرة وكبيرة السن وأرومة نطفية دائرية .
المرحلة الثانية : نفس التركيب الخلوي في المرحلة الأولى ولكن نواة الأرومة النطفية تكون أغمق في اللون ولكنها مستطيلة وممتدة نوعاً ما .
المرحلة الثالثة : اختفاء الأرومات النطفية وازدياد الاستطالة والتمدد للأرومات الأخرى التي تكون على شكل حزم مع نواة سوداء .
المرحلة الرابعة : هناك خلايا نطفية أولية في المرحلة الأخيرة من الانقسام الخيطي ، وخلايا نطفية ثانوية ، وبعض الأرومات النطفية الدائرية وكذلك حزم من الأرومات المستطيلة .
المرحلة الخامسة : أرومات مستطيلة قديمة مرتبطة بأرومات جديدة دائرية
المرحلة السادسة : مشابهة للمرحلة الخامسة ولكن الأرومات الدائرية لها نواة مغبرة وتتواجد باتجاه التجويف العضوي الأنبوبي . وتكون الأرومات المتمددة في مراحلها النهائية من التكون النطفي وتكون مغمورة بشكل كبير في سيتوبلازما خلية سيرتولي .
المرحلة السابعة : تتواجد الأرومات المستطيلة في مستويات مختلفة من التجويف العضوي الأنبوبي .
المرحلة الثامنة : الأرومات المستطيلة التي تكون خطوط التجويف الخاص بالأنابيب المنوية نادراً ما تكون حرة داخل التجويف .
في الجزء الأول من دورة تكوين الأنابيب المنوية التي تتصف بوجود جيل واحد من الأرومات المنوية فإن المراحل من الأولى إلى الرابعة تمثل 54% من مجموع التكوين الخلوي .